{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} انشقت. {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} تساقطت. {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} فُجّر بعضها في بعضُ واختلط العذب بالملحُ فصارت بحرًا واحدًاُ وقال الربيع: {فجرت} فاضت. {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} بحثت وقلب ترابها وبعث ما فيها من الموتى أحياءًُ يقال: بعثرت الحوض وبحثرتهُ إذا قلبته فجعلت أسفله أعلاه. {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} قيل: {ما قدمت} من عمل صالح أو سيئُ و{أخرت} من سنة حسنة أو سيئة. وقيل: {ما قدمت} من الصدقات و{أخرت} من التركاتُ على ما ذكرنا في قوله: {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} [القيامة- 13]. {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ما خدعك وسوَّل لك الباطل حتى أضعت ما وجب عليك. والمعنى: ماذا أمنك من عذابه قال عطاء: نزلت في الوليد بن المغيرة.وقال الكلبي ومقاتل: نزلت في الأسود بن شريق ضرب النبي فلم يعاقبه الله عز وجلُ فأنزل الله هذه الآية يقول: ما الذي غرك بربك الكريم المتجاوز عنك إذ لم يعاقبك عاجلا بكفرك؟ قال قتادة: غره عدوه المسلط عليه يعني الشيطان قال مقاتل: غره عفو الله حين لم يعاقبه في أول مرة. وقال السدي: غره رفق الله به.وقال ابن مسعود: ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة. فيقول: يا ابن آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟.وقيل للفضيل بن عياض: لو أقامك الله يوم القيامة فقال: ما غرك بربك الكريم؟ ماذا كنت تقول؟ قال: أقول غرني ستورك المرخاة.وقال يحيى بن معاذ: لو أقامني بين يديه فقال ما غرك بي؟ فأقول غرني بك بِرُّك بي سالفًا وآنفًا.وقال أبو بكر الوراق: لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ لقلت: غرني كرم الكريم.قال بعض أهل الإشارة: إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة حتى يقول: غرني كرم الكريم.